الأربعاء، 19 يناير 2011

الزواج التقليدي لولاية تمنراست

المجتمع التمنراستي منذ القدم بالمحافظة على أصالته .فرغم موجات التجديد و
العصرنة التي اجتاحت معظم المجتمعات و الميادين أو قل كادت تعصف بكل ما هو
أصيل و قديم ، فان المجتمع الترقي لا زال يشد بأسنانه على عادات و تقاليد
الأجداد المتوارثة منذ القدم ... لكن رغم هذا لا ننكر تأثر المجتمع الترقي
بغيره من المجتمعات قديما أو حديثا ، فهو ليس معزولا عن غيره من المجتمعات
. و من هذه العادات و التقاليد
العرس التقليدي و من أهم مراحله

ا لاختيار والخطوبة

عند المجتمع الترقي كما هو عند المجتمعات البدوية عموما يتم اختيار شريكة
العمر عند رعي الأغنام و الإبل عبر الحياة اليومية ... كما يكون عند
الزيارات العائلية و الأعرا س ... و قد يتم الاختيار عن طريق المناسبات
الجماعية و العائلية و الأعراس إذ تقام حفلات الامزاد و التيندي او تزنغرت
و غيرها ..

حيث يحضر الشباب و هم يرتدون أجمل اللباس و كذلك الفتيات ، و هنا يتم
اختيار الشاب للفتاة عن طريق الافتتان بجمالها أو عن طريق اختيار المرأة
للرجل او عن طريق أغاني التيندي وغيره من طبوع الغناء المحلي حيث تتغنى
المرأة بخصال معروف في ذات الرجل الذي تريد الزواج به ، و لا تذكره باسمه
و قد تختار الأم لابنها دون علمه كما أن الاختيار غالبا ما يكون العشيرة
أو الأقارب أو من نفس المستوى الاجتماعي ..كما يتوجب قبول الوالدين للفتاة
المختارة و قد تفاجأ الفتاة بالعرس ...
أما فترة الخطوبة فهي غير محددة بفترة زمنية، و هذا راجع لقدرة أهل العريس و ظروف تحضير للعرس

مجريات الخطبة
يذهب والد العريس أو من ينوبه من العشيرة لطلب يد الفتاة من أبيها بشكل
رسمي. و بعد تشاور أهلها و قبولهم للزواج يعلن الخبر بين أهل العريس
وأقاربه من اجل التحضير للعرس. و تكون الخطبة بين المغرب و العشاء عموما و
بعد كل هذا، تنصب خيمة كبيرة خاصة بالعرس و عادة ما تكون مزخرفة و مزينة.
و تكون هذه الخيمة عند أهل العروس عند اغلب قبائل التوارق عموما. و تذبح
الأغنام و تقام حفلات التيندي و تزنغرت و غيرهما من الطبوع المحلية و في
هذه الخيمة تتفق الأسرتين على تحديد المهر.

المهر
عادة ما يكون المهر من الإبل و الماعز و الأغنام و بعض الحلي من خواتم و
غيرها و مبلغ مالي و يختلف في العدد من قبيلة إلى أخرى و يكون أيضا حسب
طاقة العريس و حسب المساعدات التي توهب له من طرف الأقارب و الأصدقاء. و
يقدم المهر ليلة العقد عادة و يكون يوم الخميس و قد لا يذكر المهر أمام
الحضور

العقد
يكون القران غالبا عند أهل العروس في خيمة كبيرة ( خيمة العرس) أين يحضر
الأهل و الأقارب و الأصدقاء حيث يوكل العريس من ينوبه أما العروس فتوكل
أباها أو عمها أو الخال، و بعد قبول الأطراف للزواج علنا و بصوت مرفوع،
تقرا الفاتحة و ما تيسر من سورة البقرة مع الدعاء. أما التوقيت فيكون حسب
الظروف و يكون عادة يوم الخميس . و قديما كان العقد عرفيا. يعقده الإمام
عادة.


الدفوع
و هو مجموعة من اللوازم و متطلبات العروس عند اغلب القبائل، و عموما هي:
الحناء، الشاي، السكر، الشمة، الحنابل،الحطب، السميد، أهوار: حنبل كبير،
تابروق, حنبل مخطط، حنبل ايلاشان. كما لا ننسى الحقيبة الخاصة بالعروس (
اغرق) التي يحتوي على ما يخص العروس من بعض الحلي
:مثل
إيهببقان : (معصم ) ، خوميسة،ترويت ( قلادة مربعة الشكل منقوشة) خرص يعلق
في الإذن و أخر في الشعر : (تيرا)، حذاء من الجلد : تانبة أكرهي: خمار
يغطي الرأس و الكتفين، و حديثا عوض بالتسغنس الذي هو لحاف يغطي كافة جسم
المرأة. مع أربع خواتم من الفضة......كما لا ننسى الهدية الخاصة بأم
العروس عرفانا لها على تعبها في التربية، و تسمى هذه الهدية ب" توسي" و هي
عبارة عن جمل أو كبش حسب مكانة العريس الاجتماعية حيث يذبح و يوزع على
النساء. وتوقيت الدفوع يكون مع بداية العرس عند المغرب قبل العقد عند أغلب
القبائل و يعتبر شيئا مستحدثا و يكون ليلة الثلاثاء.

يوم العرس
وغالبا ما يكون الزفاف صيفا خاصة شهري جويلية و أوت لكثرة المحاصيل
الفلاحية. و ملائمة المناخ، فقد ينام الجميع في الواد دون تكليف يتفق
الأهالي على تحديد موعد العرس مسبقا حيث يتم التبليغ بالدف عند أهل العروس
و تلتقي النسوة لتحضير الكسكسى و هذا يكون قبل العرس بأيام الرجال فيكلفون
بذبح الإبل و الغنم و غسل الدوارة و تحضير الملفوف، أما الشاي فتخصص له
مجموعة من الرجال المهرة و يحضر على نار هادئة على الحطب . و عند العشاء
الذي يكون بعد صلا ة العشاء يقدم الكسكسى مع اللحم و قبله تقدم الدوارة و
قبلها الملفوف كما تحضر أكلة " تلبقات" و بعد غسل الأيدي الذي يخصص له رجل
أو اثنان يطوفان بإناء مع الماء و الصابون و قطعة قماش ، يأتي الشاي الذي
يعطي السهرة نكهة خاصة.

وكما سلفنا الذكر ، تستمر الأعراس أسبوعا كاملا، و قد يكون العرس جماعيا و
تأتي المساعدات من طرف الأصدقاء و الأهل كل حسب طاقته و حسب مكانته.

و تستمر الاحتفالات مع التباهي باللباس التقليدي و الحلي الرائعة،فقد كانت
في ما مضى تقام المنافسات على خمار إحدى الفتيات أثناء حفلات التيندي إذا
يخطف أحد الفرسان ( اكرهي ) خمار إحدى الفتيات و يهرب به و الفارس الأقوى
هو الذي يسترد ه منه. و كذلك الامزاد الذي لا يغيب، و تزنغرت

كما أن هذه الاحتفالات مناسبة للتعارف و اختيار شريكات العمر. فالتوارق
يحبون الغناء و مختلف الطبوع الموسيقية المحلية. كما أن الزغاريد تكاد لا
تنقطع . كما أن الزغاريد تكاد لا تنقطع و كذلك صرخات الرجال العالية
تعبيرا عما يجول في النفس من سرور بهذه الأفراح، فالأهالي يحبون جمع الشمل
و الفرح جماعيا
كان العريس يقيم عند أهل العروس لمدة تزيد عن السنتين في بعض الأحيان هذا
إذا كان الزوج معدما أما أما إذا كان ميسور الحال ، فانه ينتقل إلى خيمة
خاصة به مباشرة بعد نهاية العرس.

كما لاننسى أن العروس تزين و تضع لها الحنة قبل العرس بيوم واحد من طرف
عجوز مسنة للتبرك و كذلك يمشطن لها شعرها و تزين بالماكياج المحلي الممزوج
بالكحل، كما يظهر لها شعرها على طريقة مجموعات أي تفصل كل مجموعة خصلات عن
المجموعة الأخرى، و كل هذا مع الزغاريد و الغناء طرف الحاضرات. و كل هذه
المراسم تكون بحضور أهل العريس.

الدخـــــــــــلة

يكون العريس مع الأصدقاء في خيمة خاصة أين توضع له الحناء من الأصدقاء مع
الأدعية و القرآن الكريم. كما يقوم بعض الأصدقاء بتلبيسه بالعباءة و الشاش
مع المحل و البخور و العطور. ثم يخرج في وفد و على أشعار قصيدة البردة
يشيع حتى الخيمة الخاصة بالدخلة حي ث تكون في الوارد عموما. كما يسبق
العريس العروس إلى هذا المكان في العادة عند التوارق.

و بعد قليل تأتي العروس في وفد نسوي اغلبه من النساء المسنات على أنغام
طبل القنقة و تقال الأشعار ( قصيدة آليون) و هي كلها وصايا و نصائح خاصة
بالعروس مثل طاعة الزوج. و الصبر على الحياة الزوجية و الحفاظ على العهد و
من هنا نلا حظ قيمة الزواج الحقيقية.

و عندما يقترب الوفد من الخيمة أين يوجد العريس يتحول الغناء إلى مدحه و
ذكر خصاله و توصيته . و عند الوصول تحديدا إلى عتبة الخيمة، يقف أولاد عمة
العروس و يمنعون الوفد من الدخول إلا إذا منحهم العريس أو أقاربه نعل من
جلد، و بعدها بسمح للعروس بالدخول.
و في نفس الخيمة يجلس العريس في جهة و تجلس العروس في جهة مع الأهل و
الأصدقاء في غياب أم العروس التي لا تراها طيلة أيام العرس السبعة.و بعدها
يترك العريسان...و بعد وقت معين: (يباشر العريس زوجته).

الـــــوزير

هو شخص من العادة يكون كبير السن و متزوجا و موثوقا فيه و من أصدقاء
العريس و مهمته إسداء النصائح و التوصيات للعريس، و كيفية معاملة الزوجة
قبل مباشرتها، فقد نعرض العريس إلى الخجل و الخوف و الأحجام أو حتى
السحر....و يبقى العريس في الخيمة أيام العرس كاملة.

الــــعــــزول

و تعني كلمة العزول الانفصال، فبعد أيام العرس السبعة، ينتقل العريس مع
زوجته إلى خيمتهما الخاصة و مباشرة حياتهما الزوجية العادية ، وبعد العزول
تبقى العروس لمدة يومين كاملين في خيمتها، ثم تقيم الكرامة و هي صدقة على
المنزل و تستضيف فيها الأهل و الأصدقاء و يوم الخميس تزور الأهل و الجيران
منزلا بمنزل و بعد العشاء تعود إلى منزلها ،و ابتدءا من صباح يوم الجمعة
تباشر الحياة الزوجية العادية و من الجدير بالذكر أن الطلاق عند التوارق
قليل لأنهم يقدسون الحياة الزوجية، ولان المرأة تحظى بمكانة معتبرة عندهم
منقول





تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.



تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق