الخميس، 10 فبراير 2011

صورعن السياحة في تمنراست

مناخها جاف صحراوي وتشتهر بجمال طبيعتها وآثارها التي تعود إلى قرون خلت، سكانها الأصليون هم التوارق، وبها أجمل غروب للشمس في العالم (بمنطقة الآيسكريم)


























مدينة تمنراست التي تقع أصلا في قلب المرتفعات المكونة من جبال صخرية تحيط بها ما يشبه هضاب علوها 2000 متر، و"الأهقار" عبارة عن سلسلة جبلية يصل ارتفاعها إلى 3 آلاف متر، وتدعى "الآتاكور" أي "الرأس" باللهجة الترقية التي يتحدثها "الطوارق"، وقد صنفت منظمة اليونيسكو السلسلة الصخرية ضمن التراث الأثري، واعتبرتها منهلا للباحثين المختصين في الجدرايات العظمية للحيوانات المحلية التي عاشت في المنطقة قبل مئات الآلاف من السنين.




































































































وتستوعب مدينة تمنراست عدة مسالك ودروب، بدءا من مسلك الأسكرام، الواقع في شمال تمنراست، الذي تنحدر منه مياه عذبة من ثنايا الجبل تخترق صخوره لتركد في بركة صغيرة قرب سفحه يقصدها الطوارق لإرواء عطشهم، وليزود جماله ما تحتاجه من الماء لمتابعة الرحلة.

الأربعاء، 9 فبراير 2011

المعتقدات

1)- الـزيــارة :
من أبرز المعتقدات في جنوبنا الكبير إعتادها السكان في هذه المناطق منذ فترة من الزمن ، وتسمية الزيارة تطلق على ذكرى وفاة ولي صالح ، وهي عبارة عن مهرجان كبير يقيمه أهل البلد وبالخصوص أهل الولي الصالح (أحفاده) ، ويقدم إليها الناس من كل البقاع ، والزيارة تتفاوت حسب شهرتها ، فهناك المحلية وهنالك الوطنية وتوجد حتى الدولية .
قبل أسبوعين من الزيارة يحضر المشرفون عليها ما يستلزم للإحتفال بهذه المناسبة ، وغالبا ما تقام الزيارة يوم الخميس . وفي يوم ما قبل المناسبة أي يوم الأربعاء بعد صلاة العصر وفي المسجد الكبير للبلد تبدأ المراسيم بنشاط يسمى "السلكة" ، وهي أن يتجمع حفاظ القرآن الكريم من البلدة أو من الذين أتو لحضور الزيارة ويقود النشاط شيخ معروف ، والقراءة تكون جماعية بقراءة كتاب الله كاملا من بعد صلاة عصر يوم الأربعاء إلى شروق يوم الخميس ، ويسهر على نجاح هذا النشاط مسئولو المسجد ومجموعة من المتطوعين ، حيث تقدم للقراء وجبات رفيعة معينة بعد كل فترة من القراءة لأخذ قسط قصير من الراحة ثم يستمرون بعد ذلك في القراءة ، والشاي حاضر طوال الوقت ، وبعد الإنتهاء من السلكة تقام ختمة كبيرة بالفاتحة وأدعية بالصلاح للبلاد والعباد, وكذا الدعاء لأهل الزيارة والضيوف القادمين لها ، ومنه مباشرة يذهب الجمع من المسجد نحو ضريح الولي الصالح وهم يقرؤون في الطريق إليه قصيدة البردة ، وبعد الوصول إلى الروضة يقوم شيخ البلاد بقراءة الفاتحة والدعاء .
وفي المساء تكون مظاهر الإحتفال بشكل آخر ، حيث يبدأ الناس بالتجوال والتجمع من كل مكان ، والترحيب بالضيوف رجالا ونساءا وأطفالا . والفرق الفولكلورية حاضرة بنشاطاتها الممتعة بآلاتها المعروفة (أقلال، الدندون، الطارا، البقال، البندقية...) . وأبرز هذه الفرق فرقة البارود الذي هو عبارة عن رقص جماعي لمجموعة من الرجال يترأسهم قائد الفرقة ، حاملين بندقيات تستعمل لإطلاق البارود ، ويكون الرقص بالدوران والإنضمام والتباعد بأسلوب متناهي الدقة وفائق الروعة ، بقرع الطبول على إيقاع معين خاص بالبارود ، وعند إشارة مدروسة من قائد الفرقة تفرغ البنادق في وقت واحد ليسمى كل هذا التفريغ (قرص) ، وتتواصل أقراص البارود إلى وقت معلوم ، وأغلب ما يقال أثناء الرقص مديح وأحكام ترددها الفرقة , مثلاً يبدأ البارود بمديح فيه :"بسم الله وبالله الصالحين" . ويختم بقولهم :"سيدنا محمد عليه السلام". كل هذه الأنشطة وغيرها تستمر حتى وقت المغرب فيتجمع الناس في مكان قريب وواسع لتأدية الصلاة وتلقى بعدها دروس ومحاضرات تتضمن أغلبها مواضيع الوقت حتى وقت العشاء وبعد الصلاة يتناول الجميع وجبة العشاء بطبق العيش (الكسكس) ويقدم الشاي وتقرأ الفاتحة ويختم بالدعاء .
وبعد كل ذلك تختم الزيارة بنشاط مدائحي موسيقي يسمى "الطبل" ومن أساسياته المزمار ، وتكون في آخر كل أغنية (مرجوعة) تزيد فيها قوة الطبل . فيرقص الناس ويزهون وهم يودعون الزيارة في انتظار أخرى في القريب العاجل ، فالبركة التي أودعها الله تعالى في القليل , وكذلك كرم الأهالي وحبهم لتضييف الضيوف وإيثارهم على النفس يجعل الناظر يندهش من كل ذلك الخلق وطريقة إطعامهم . وحقيقة الرزق مقسوم والأجل معلوم والكل بيد الله .

2)- الشـــــامية :
هي مظهر من مظاهر إحتفال الزواج , وقد غضضنا الطرف عن هذا الأخير لما يطول الكلام فيه لأنه وحده تدخل فيه عادات ومعتقدات عديدة . فالشامية ما هي إلا قليل من كثير ما يحدث في الزواج, فهي تقام بعد ليلة الدخلة ، ويتم هذا الفال أو المعتقد بأن يذهب العريس باكرا إلى واحات النخيل (الجنة) ويجلب منها أشياء معينة منها تمر ذا حجم كبير وورود مفتحة وسعف النخيل وبعض الحشائش المباركة وأعشاب أخرى ، ويضاف إليها الحلي (الجواهر) وأقلام من القصب وأصبح مؤخرا يضاف الحلوى والعلك والشوكلاطة . ويضع العريس كل تلك الأشياء في برنوسه ويتوجه نحو بيت العروسة فيصعد إلى سطح البيت ، وتجلس العروسة في الحوش وتتجمع حولها البنات اللواتي لم يتزوجن وهن يغنين بصوت هادئ إحتراما للعريس . فيلقي العريس كل ما في برنوسه على عروسته فتتهافت الفتيات نحو الملقيات وينقضضن عليها لجلب شيء من تلك الأشياء لإعتقادهن أن كل من يحصل على شيء من تلك الأشياء يكون لها حظ أوفر للزواج مستقبلا ، وكلما كان الشيء الذي تحصل عليه الفتاة ثمينا كان حظها (سعدها) في الزواج أوفر وأقرب . وبعد انتهاء العريس من الرمي ينزل من السطح جاريا ويترك الفتيات يتحاكمن لحظهن إما السعيد أو التعس .
فهذه المعتقدات يتعاطاها النساء خاصة فهن اللواتي يهتممن بهذه الأشياء ويسعدن ويفرحن للقيام بها .

3)- بـهـــروز :
هو شخصية خيالية يقال أنها تأكل العظام ، ومعناها "لحم الرؤوس" أي رؤوس الكباش . وهو معتقد يكون في اليوم الثالث من عيد الأضحى بعد يومي العيد والمشرح ، ويتم هذا الأمر في الليل بعد صلاة العشاء ، فأهل البلد كلهم في تلك الليلة يتعشون برأس وأطراف الأضحية (بوزلوف) وبعد الفراغ من العشاء تأخذ تلك العظام في الأيدي ويخرج الناس من منازلهم ويشكلون مسيرة طويلة بالطبول والمزامير وهو يرددون :
لالــي لالــي بـهـــروز * يـا وكـال لـحـم الـريــوس
وفي إعتقادهم أنه يوجد وحش في ما وراء البلاد يدعى بهروز ، ولئلا يأخذ لحوم أضحياتهم يقدمون له تلك العظام ليأكلها ، وأثناء السير يكون الكبار الحاملين لوسائل القرع للمقدمة وبعده منهم أقل منهم سنا يحملون المزامير ويليهم الصغار ، وكلهم يحملون عظاما يرمونها في مكان بعيد وعندما يرمي كل واحد منهم عظمته يهرب إلى بيته , وفي صباح يوم الغد تعاود المسيرة إلى ذلك المكان ويكون القرع بالقدور والملاعق فيسمى هذا اليوم بـ "قرقاب القدحان" الذي يأتي بعد أيام العيد والمشرح وبهروز ليكون ختما لأيام عيد الأضحى .
وهذه المعتقد مذموم في بعض الأحيان فهو وإن كان تسلية للكبار يشكل لدي الصغار معارف باطلة وكوابيس مفزعة تكون سببا في الإخلال بعقائدهم الدينية السمحة . إلا أنها تبقى مجرد وسيلة للتسلية , تترك النفوس منشرحة والضمائر مرتاحة خاصة وأنها ايام العيد . ويقال في الجود ولبس الجديد في العيد:" جد وجدد في العيد حيى ولو بالحديد".

4)- لـبـــات :
عبارة عن زيارة أهل البلد لقبور الاجداد وقراءة الفاتحة على ارواحهم مع الدعاء لهم بالرحمة والغفران .
ففي مساء كل خميس من الاسبوع يتجه الناس صوب مدينة لبات لقراءة القرءان والادعية المختلفة ترحما على اروح اجدادهم , وسميت هذه العادة بهذا الاسم"لبات" نسبة لابائنا الأوائل مدفونون بهذه المقبرة القديمة , ويتجهون الى زيارة المقبرة مصحوبين بما تيسر من طعام وشراب خاصة "الحساء" و"الشاي" الأكلة العامية والبسيطة والمتوفرة لدى عامة الناس أم. ا عن الأبعاد المختلفة سواءا البعد الإجتماعي أو النفسي فإن سكان المنطقة يعتقدون في آباءهم الأوائل أنهم كانوا على خلق حسن وأنهم قاموا بأعمال يمجدها التاريخ سواءا بالدعوة إلى الدين الحنيف أو بمقاومة المستعمر , وعليه فإن سكان المنطقة يلتمسون من المولى عز وجل الرحمة و الغفران لأولئك السلف الصالح , وأن يجعلهم خير خلف لهم .
وعليه فإن الناس من خلال هذا الإعتقاد يرون أن المولى عز وجل سوف يتقبل منهم ويستجيب لدعواتهم مقابل تلك الأعمال التي قام بها أسلافهم , وأن أولئك السلف الصالح هم القدوة الحسنة التي يمكن أن يسيروا على نهجها وخطاها بعون الله .

5)- لـمـنـامــــات :
من المعتقدات الصحراوية التي لها مكانتها في مجتمعنا ، وتحدث عندما يرى في المنام (يحلم) شخص رجلا كان أو امرأة رؤية تسره بما فيه خير البلاد وسكانها فيخبر بها الناس ، ويقيم تبركا بذلك مأدبة تدعى "الصدقة" ، وهذه الأخيرة لها مناسبات عدة تقام فيها منها مأدبة الوفاة , ومأدبة تذكر الوالدين , ومأدبة ذكرى الصالحين ، ومأدبة غداء يوم عاشوراء , وغيرها . ويستدعي صاحب المنامة في الصدقة الأهالي حسب إمكانياته المادية, ويستحب طبخها وأكلها في العرق .
وعندما تكون المنامة متعلقة بشخصية معروفة في البلد يقوم السكان كلهم بالتصدق لوجه الله . وليست المأدبة وحدها مظهرا للمنامة ، فيوجد مظهر آخر يتمثل في أن تكون المنامة متعلقة هذه المرة بشيخ البلاد أو شخصية مبجلة ، فبعد إلقاءه لها في الملأ يؤمر بتسييل الدم وهذا الأخير يتم بذبح أي شيء يقدر عليه رب العائلة(جمل، كبش، دجاجة، طير ...) ويطعمها الذابح لأهل بيته وعائلته .
وهذة البدع لا يمكن الحكم عليها بالحسنة أو السيئة وحتى متعاطوها والقائمون عليها لا يصدرون حكما واضحا فيها ، فبعدها الإجتماعي يتمثل في مدى تفاهم فئات المجتمع وارتياح نفسيتهم بتطبيق هذه الأشياء على وجهها الصحيح والمألوف .
فقيمتها إجتماعية مادية تعود بالفائدة على بسطاء الناس بالتصدق عليهم ، وحقيقة لا مكانة للطبقية في مجتمعنا الصحراوي , فالكل يظهر البساطة سواءا كان غنيا أم فقيرا ، فهم سواء ولا فخر . لكن بتطور وتحضر المجتمع تبرز الطبقات والمفاضلات فيكون هذا التطور في المجالات الإقتصادية والتكنولوجية تخلفا في العادات والأخلاق والمعتقدات ، فنسأل الله اللطف والثبات .

6)- مـرض الـقـمــر :
وهو علميا يعني خسوف القمر, وهي حالة فلكية تنجم عن توسط الأرض بين الشمس والقمر فينتج إختفاء جزئي أو كلي للقمر ، فأهالي القرى الصحراوية الذين ما زالت لديهم نبرة من الجاهلية يعتقدون أن القمر مريض فيتسارعون في تلك الليلة للخروج إلى الشوارع مرتدين ملابس مقطعة رجالا ونساءا وأطفالا يجولون شوارع المدينة حاملين معهم أدوات الطبل (الدندون، البقال ...) ويتمادون في قرعها والغناء الباكي لإعتقادهم أن القمر مريض وحزين وإذا بقي هكذا سيفنى ويفنو معه, وبغناءهم له سوف يتعافى ويسعد ، ومن بين ما يقولون :
شـاهــدو يــا شـاهــدو * لا تـمـوتــوا كـافـريــن
بمعنى قولوا لا إله إلا الله قبل أن تموتوا . ويواصلون في تلك الأعمال حتى يعود القمر إلى حاله الطبيعي ، فيأمر قائد المسيرة بالجلوس في المكان الذي وافق شفاء القمر وتذبح فيه الكباش وتشوى على النار وتؤكل في نفس المكان إحتفالا برجوع القمر إلى حالته . فالأهالي يسعدون لوجود القمر في الليلة الظلماء ، فهو يمثل دورا كبيرا بإضاءة الطريق والمنازل لهم ، كون أن القرية غير متحضرة فلا تتوفر على كهرباء أو مصابيح للإنارة ، فالضوء في الليل إما قمر أو قنديل أو نار . وتختم التظاهرة في منتصف الليل بالفرح والمرح ومن ثم يرجع الناس إلى منازلهم وهم سعداء بعدما خرجوا منها يتحازنون ويتمارضون كما القمر .
إن هذا المعتقد من المعتقدات الباطلة عقلا وشرعا , فالخسوف ظاهرة علمية واضحة , والقمر ليس إنسانا ليمرض أو يحزن ، فما الذي يبكيه وما يحزنه ، ولو صح فأين الطبيب وكيف الشفاء . فهذه المظاهر وغيرها من الأشياء الفاسدة تبقي المجتمع في تخلف وركود دائمين ، كما تحقق في النفس خيالا وهميا كالسراب لا حقيقة منه ، كما أنها تمس الجانب العقائدي أو الديني بشكل أو بآخر .
فالقيمة هنا معدومة والحمد لله أن هذه المشاكل قد اندثرت مع تطور وكشف الحقائق العلمية للكون ، فهي وإن لم نقل زالت فهي توجد بنسبة تحت القليلة وهذه النسبة سوف تزول بيقظة وتعلم المجتمع بحول الله .

الاعياد الدنية

 المولد النبوي الشريف :
هو عيد من الأعياد الدينية يحتفل به المسلمون كل سنة لتخليد ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.يوم12 ربيع الأول منكل عام.
وكما في كل البلاد الإسلامية والوطن الجزائري بمختلف ولاياته فإنها تحتفل بهذا اليوم العظيم بطرق مختلفة, أما في منطقتنا فإننا نحتفل فيه بأسلوب خاص. فقبل عشرين(20) ليلة من هذا اليوم تقام سهرات حميمة في المساجد ,وتقرأ فيها قصيدة الوسائل المتقبلة في مدح خير البرية لابن مهيب وتسمى "البشير",وتكون قراءة هذه القصيدة في شكل فرقتين تقرأ الفرقة الأولى تخميسة, والفرقة الأخرى تقرأ التخميسة التي بعدها,وفي كل مرة يبدل شيخ القعدة اللحن المستعمل ومثال ذالك :
سلام على النور الذي جاء بالهدى سلام على البدر المسمى محمـــدا
وات يأس من قرب وإن بعد المدى قد استحكمت في أضلعي لوعة الصدا
فعذرا فإني عن صبوح أرقق
فكم سيد فيها منوط بسيـــد وحسبك بالصديق تلو محمد
وبالسيد الفاروق حسبي بهم قد صلاة وتسليم على قبر أحمد
وقبر أبي بكر وقبر أبي حفص
إضافة إلى قصيدتي البردة والهمزية للإمام البوصيري,وفي النهار تكون نشاطات ثقافية وعادات أخرى. فيحبب في تلك الأيام ختان الصغار,والتوسعة على العيال ,وكثرة الصدقات والإحتفالات,والخطب والأعراس...الخ
وعندما يقدم اليوم المنشود وهو 12من ربيع الأول,وفي ليلته يعد كل ما قرأ في تلك العشرين20يوما الفارطة,فتبدأ مراسيم الإحتفال من بعد صلاة المغرب إلى مابعد طلوع الشمس,وفي هذه الليلة الحافلة يقرأ البشير جماعيا,والهمزية ,والبردة,وقصائد أخرى,وتختم بالقرآن الكريم.فالرجال عندما يدخلون المسجد من غروب شمس اليوم الأول لا يخرجون حتى طلوع شمس الغد,ويجلب الأهالي الطعام من كل نوع خاصة الأطباق الرئيسية(الكسكس, الرشراشي),والشاي حاضر من بداية الحفل إلى نهايته مع بعض الحلويات والمقبلات.أما النساء فلهن شأن آخر ففي تلك الليلة تقام حفلة ساهرة كبيرة تأتي إليها الفتيات من كل مكان والنساء اللواتي تزوجن مؤخرا,فيرقصن ويأكلن ويشربن ويحضرن ليوم الغد ما لذ وطاب من المأكولات المحلية.
ويأتي الصباح فيخرج الرجال من المساجد وتبدأ الاحتفالات خارج المسجد من أقرص للبارود بأغان خاصة بالمولد النبوي, وخرجات تفسحية, وذبح للكباش, إضافة إلى التصدق وزيارة الأقارب وعيادة المرضى ...
وفي النهار تقام مأدبة عامة يقال لها "صدقة لالة فاطمة الزهراء" يستدعى فيها كل من في البلد. وتستمر هذه المظاهر حوالي أسبوع في انتظار يوم آخر مهم من أيام الاحتفال وهو يوم 20 ربيع الأول المسمى "يوم السمية" أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمي وحلق بعد أسبوع من ولادته, وفي هذا اليوم يكون الحظ الأوفر للنهار لا الليل, فتلك القراءات السالفة الذكر (البشير, الهمزية, البردة والقرءان...) تقرأ مرة أخرى حتى غروب الشمس ,بينما النساء يحضرن الأطعمة وتقمن حفلة نهارية هذه المرة يحضر فيها الكبار والصغار , وتقام ختمة كبيرة بالقرءان الكريم وأكل الطعام وشرب الشاي والتصافح والتسامح بين الحاضرين .
فقيمتها الاجتماعية عالية كما الدينية في تكوين مجتمع مسلم متحاب بارتياح نفس وطيب خاطر. ويختم العيد بهذه الأمور في انتظار مولد نبوي آخر في العام القادم إن شاء المنان .

2)- عـاشــوراء:
هو يوم من أيام الله كانت اليهود تصومه فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبب صيامهم في هذا اليوم, فقيل أن الله تعالى نجا فيه سيدنا موسى عليه السلام من فرعون. فقال عليه الصلاة والسلام :"نحن أحق بموسى منهم" . ولمخالفتهم شرع صوم يوم التاسع والعاشر من هذا الشهر, ومنه بدأ الاحتفال بهذا اليوم في كل الأقطار الإسلامية كل حسب طريقته.
أما في ولايتنا "تمنراست" وقبل عاشوراء بيوم وهو اليوم التاسع تتسارع الفتيات لتحضير وسائل الزينة وصنع "الدباليز" أي الأساور من الطين والجلد المدبوغ ومن "البرومي " أي"القش" , وسلاسل من "البوعبوع" وهي الأصداف والقواقع التي تجلب من البساتين أو جداول الماء. أما الصبيان فيصنعون "لمكاحل" وهي بندقيات من جريد وسعف النخيل, فيما يحضر الكبار الطعام فالجميع يحتفل بهذا اليوم المبارك. ويسير موكب البنات نحو "الجنة" أي واحات النخيل وهم يرددن هذه الكلمات:
عاشور يا عاشور صدقة عليك لو لقيتني مرا
ندير ليك الخوص والدباليــز وكل بسالـة
وعندما يصلن إلى آخر حدود الواحات أي الجانب الآخر من الجنة, يبدأ الرقص هناك,وعند الختام تكسر تلك الحلي الطينية ويرجعن إلى بيوتهن. وفي تلك الفترة يكون الأطفال قد اختبأوا وراء الأشجار عن الفتيات محملين بقلال الماء (أواني خاصة بالماء) وعندما تمر عليهم البنات تقعن في الفخ فيرشوهن بالماء ويكيدوا لهن عدة مكائد وكل فتات يجدونها خارج البيت يرشونها بالماء,وتتواصل مسيرة الأولاد حيث أنهم بعد ذالك يحدثون ما يشبه "كرنفال" أي (الشايب عاشور), فيقوم أحد الرجال بتمثيل دور العاشور, فيلبس عباءة وبرنوسا من لفيف النخيل "لفدام" ويضع لحية كبيرة من الفرو الأبيض وزخرفة من وبر الإبل ونعال من سعف النخيل ولوازم أخرى كالعصا والقبعة ولغشا ..., ويتجمع حشد من الصبيان ويسيرون وراءه وهم يرددون:
شيبة شايب عاشورا ليحيتك فيها لقمل
ظانين بأنه حمل كل سيئات البلد في لحيته وهم يطردونه ليتخلصوا منها. وتقام حفلة ساهرة في آخر الليل تتضمن أغاني خاصة بالمناسبة. وفي صباح يوم عاشوراء يتصدق كل الناس على الفقراء والمساكين, وتحدث تجمعات للصبيان في كل شارع وكلما رأوا رجلا يذهبون إليه بقولهم :" ليه ليه يا فلان ...ليه ليه يا فلان", فيعطيهم ما في جيبه وإن لم يكن لديه ما يعطيهم يفيدهم بنصيحة.
ويجب على كل منزل وعائلة الخبز الرقيق (الرشراشي) كصدقة للوالدين,وفي الضحى يتجمع الأولاد فرقا فرقا في كل فرقة عشرة 10 أطفال ينتظرون الخبز الذي يتصدق به سكان الناحية. وبعد العصر تقام حفلة تتمثل في رقصات فولكلورية (البارود, قرقابوا, ديراني, أثارة ...) وفي الليل تقام سهرة موسيقية ختاما للإحتفال بهذا اليوم الكريم في انتظار العام القادم .
ولهذه العادات أبعاد إيجابية فاجتماعيا تساهم في تواصل أواصر المحبة بين الناس, ونفسيا نجني منها الفرح والمرح والترويح على النفس ,أما دينيا فهي تساعد على التمسك بالدين الحنيف وبشرائعه المحكمة.

3)- الـعـورفــات:
هي عبارة عن عادة محلية في ولايتنا تتمثل في أشكال ورسومات ترسم في ألواح الطلبة بالقلم والدواة في الكتاتيب القرآنية ويجلب التلاميذ معهم بيضة يعطونها للطالب "الشيخ".
فقبل أسبوع من كل عيد سواء عيد الفطر أوعيد الأضحى تعقد في الكتاب جمعية تتكون من الشيخ المعلم "الطالب" وبعض أعونه من الذين يتقنون هذه الرسمة على اللوح فيأتي التلاميذ ببيضة أو بيضتين مقابل زخرفة لوحه برسمة وهذه الأخيرة تكون في أشكال معينة حسب سن الطفل وهي موضحة في الأشكال) شكل-1-) (شكل-2-) (شكل-3-) (شكل-4-) .
وعند خروج الأطفال من المسجد بألواحهم يذهبون إلى مساجدهم وهم يرددون هذه الأغنية :
بيضة بيضـة لولا * باش نبيض لوحـي
لوحي عند الطالـب * والطالب في الجنـة
والجـنـة محلولـة * سورهـا مـولانـا
مـولانـا مولانـا * لا يقـطـع رجانـا
محمـد نبـيـنـا * هـو يشفـع فيـنـا
إلى يـوم القيامـة * كاين شي ولا ما كان
ولهذه العادة بعد نفسي يكمن في الفرحة التي تغمر التلاميذ بعد كتابتهم للعور فات, فيحصلون على عطلة تدوم خمسة عشر يوما(15) أسبوع قبل العيد وأسبوع بعده, وبعد اجتماعي يبن مدى ترابط فئات هذا المجتمع مع بعضها البعض, وبعد الخروج من المسجد (آقربيش) يجتمع فتيان كل مدرسة قرآنية يقومون بدورة على منازل الناحية ويجمعون "اللمة" وتتم هذه الأخيرة بأن يقف الجمع أمام منزل من المنازل ويقرأ أحد الكبار سورة الفتح قوله تعالى: "إنا فتحنا لك فتحا مبينا" فيردد معه الصبيان الصغار, مع الدعاء لأهل الدار بقولهم :"اللهم آمين"..."ليغفر لك الله"..."اللهم آمين"..."ما تقدم من ذنبك"..."اللهم آمين "...الخ. فيعطيهم سكان البيت ما أمكن من سميد , فرينة , زيت , خضار , سكر ,شاي ...وغيرها , وهكذا بنفس الطريقة مع بقية المنازل الأخرى . وفي الأخير يجمعون كل تلك المعطيات ليقيموا ما يسمى " الزردة " وهي تتم بأخذهم لكل ما جمع ويبتعدون عن الديار إلى خارج البلاد إلى مناطق يوجد بها ماء , وغالبا ما تقام في "العرڨ " أي الكثبان الرملية , فيحضرون طعامهم بأيديهم وعلى طريقتهم الخاصة فيأكلون ويشربون الشاي ويتآنسون ويتسامرون فيما بينهم , ثم يعودون إلى الديار ملئ البطون بالطعام والقلوب بالفرح والسعادة .
فمتعاطوا هذه العادة يشعرون بالارتياح لها سواء شيخ الزاوية أو التلاميذ أو السكان ككل ,فهي تجعلهم يحضرون للعيد الديني القادم خاصة عيد الأضحى الذي يجلبون فيه الحطب والملح وهذا الأخير عبارة عن مغامرة مثيرة يقوم بها الصبيان , يأخذون البهائم والزاد ويذهبون إلى مناطق بعيدة جدا عن البلاد راجلين ويحملون بهائمهم بملح خاص بالعيد .
كما تكون القيمة عالية في تنشئة هؤلاء الأولاد على المنهج القويم والسلوك الصحيح وبالتالي الفلاح دينا ودنيا.

4)- أسبــوع الفقــارة :
وهو أيام يخصصها السكان لتنظيف وإخراج الرمال والطين من آبار متتالية تسمى الفقارة, والسواقي. وهذا الأسبوع غير محدد بأسبوع فقط وليس له وقت معين في العام , فكلما رأى كبار البلاد وأهل الاختصاص ضرورة ذلك دعوا الناس إلى " أسبوع الفقارة " وأنه يبدأ يوم كذا وكذا .
والفقارة معجزة تاريخية حضارية مجسدة , وتصميم متناهي الدقة أنجزها الآباء الأوائل للمنطقة لإيصال مياه الشرب للواحات والأنعام والأنام, وهذه الآبار حفرت بالحجارة الحادة في الوقت الذي لا يملكون فيه لا الحديد ولا الفأس , وهي تتكون من مئات الآبار مشقوق بينها بطريق يسمى "النفاد" , ويبنى مجرى تحت الأرض تسمى" اغسروا " وعندما يظهر الماء على سطح الأرض تبنى له ساقية من مخرج الفقارة إلى" القصرية " التي هي حجر كبير يشقق إلى منافذ صغيرة على شكل أسنان المشط لتوزيع الماء على المشتركين وله نظام خاص تحترم قواعده من طرف الجميع , ويكون سجل يحمل أسماء المشاركين وعدد أو نصيب كل مشترك من" الحبات " .أما قانون الفقارة فيطول الكلام فيه نغض الطرف عنه بالتحدث فيه بإيجاز .
فتوزيع الماء يكون بالحبة, والحبة تقسم إلى أربع وعشرين(24) قيراط والقيراط يقسم إلى أربع وعشرين (24) "وهلم"...
والرجال الذين صنعوا الفقارة تكون اكفافهم أو راحة أيديهم يابسة مثل راحة قدم الجمل لينعموا ببشارة المصطفي في قوله صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة له يد يابسة استحي أن يسلم على رسول الله, فأخذها النبي وقبلها ورفعها وقال:"هذه يد يحبها الله ورسوله ". وعندما يبدأ العمل يضعون حجرين واحد على البطن والآخر على الظهر ويربطونهما بحبل من "الفدام" لئلا يشعروا بالجوع. فبالرغم من تلك الصعوبات التي تلقاها هؤلاء الرجال استطاعوا أن يصنعوا حضارة شهد لهم بها التاريخ فلولاهم لما وجدنا نحن الأبناء الواحات جنات جزاهم الله عنا خيرا.
والقائمون على هذا الأسبوع يحبون عملهم فأغلبهم متطوعين, فالقادر على العمل يعمل والذي لا يقدر يعاون بما يستطيع إما بالطهي أو تحضير الشاي... فالكل يشارك في هذا الاحتفال التعاوني الدائم أياما من النشاط, وأثناء العمل تردد شعارات وقصائد لإضفاء جو مرح على العمل, وأكثر يعجب في كل هذا , ذاك المظهر من التآخي بين الأهالي وهذا يصور لنا صورة أرادها الإسلام أن تكون دائمة في المسلمين, فهي عادة تساهم في تماسك المجتمع وراحته النفسية ومحافظته الدينية .وتنتهي الأشغال بالتعب المريح للمتطوعين مودعين هذا الأسبوع عاقدين العزم للأسبوع القدم بإذن الله وكلهم نشاط وحيوية لخدمة البلاد والعباد.

5)- الحفــضــة :
وهي إقامة حفل على شرف الصبي الحافظ لكتاب الله عز وجل كاملا. تبدأ مظاهر الاحتفال عندما يختم الطفل القرءان الكريم وبعد أن يفتي لوحته الختامية وترسم له الحفضة ( شكل 4) ، يتجمع حوله الشيخ والتلاميذ وأبوه ومن حضر من أهله وأصدقائه ، فيبين له شيخه عظمة وكبر الأمانة التي يحملها ، ويختم المجلس بالفاتحة والدعاء ، ثم يخرجون به من المجسد نحو بيته وهم يقرءون قصيدة البردة للإمام البوصيري فيسيرون مسافة ثم يتوقفون لتبديل لحن القراءة ثم يواصلون إلى غاية بلوغ منزله ، تختم المسيرة بفاتحة الكتاب والدعاء له بالفلاح . ويتفرق الجمع ويدخل الصبي دارهم فيجد أمه في انتظاره مع حشد من النساء فيباركون له ويضعون له الحناء وكأنه عريس ويقدمون له الهدايا ، وبعدما ينتهي كل ذلك في المنزل يخرج الولد مصحوبا بلوحته دليل على أنه حفظ القرءان ليزور أقاربه، فكل وماذا يقدم تكريما له ؛ فهذا نخلة وهذا نقود وهذا دار وهذا كبش أو دجاج ومنهم من يعرض عليه بنته حتى للزواج بها مستقبلا ، وأثناء دورانه يسارع كل من لقيه في تقديم شيء له ويترجاه لدخول بيته فيكون كالجوهرة في الشارع وكل الأبصار نحوه . وبعد عودته لمنزله يحتفل مع أهله احتفالا صغيرا بإقامة مأدبة على شرفه تسمى "لكرامة" يستدعي فيها أصدقائه وجيرانه ويبعث بثلثيها إلى المسجد لشيخه والتلاميذ والمصلين ومن يحضر إلى الجامع الذي يدرس فيه, ومن ثم تكبر شخصية هذا الطفل في مجتمعه ويضرب به المثل بين أقرانه فهذا العمل تترتب عنه علاقة اجتماعية صالحة نافعة تعود على المجتمع بالترابط وتترك في نفسية الحافظ لكتاب الله ومعلمه وذويه فرحا وسعادة لا تضاهى. وكل هذه العادات الحميدة إنما هي وليدة الدين الإسلامي الحنيف ، وقيمتها ثمرة من شجرة تشريعاته المحكمة .

6)- الشهور الفلاحية وما يصنع فيها :
عند فلاحي ولاية تمنراست توجد شهور تعرف بشهور الفلاحة وعددها إثناعشر(12) شهرا وكل شهر منها يكون فيه عمل معين من الأعمال المختلفة لخدمة الأرض وزراعتها, وهذه الشهور هي :
أ – غـوشـت : وهو شهر حار جدا تكون فيه الحرارة في أوجها ليلا ونهارا وفي آخره يبدأ موسم نضج التمر لما تلقاه هذا الأخير من أسباب ذلك ( الحرارة + ظروف أخرى ) ، وأول نوع من أنواع التمر يكون السبق في النضج وهو تمر " الفرانة " وهو تمر أسود اللون متوسط الحجم شديد الحلاوة . ويقال في هذا الشهر مقولة : " غوشت ، أولها نار وآخرها نوار " .
ب – اشـتـمـبر : يحدث فيه ما يسمى " الفرين " أي الصعود إلى النخلة بـ " التاسقات " ونزع التمر ، وهذا الجني له أوقات معلومة فيكون قبل طلوع الشمس أو قبيل الغروب أي عندما يكون الجو معتدل الحرارة ويمنع الفرين في منتصف النهار أو وقت الحرارة العالية لأنه يعود على عرجون النخلة بالضرر فيذبل .
ج – تــوبـر : وهو شهر الكد والعمل وأبرز الأعمال فيه " التنقال " وهو نقل روث الحيوانات المنزلية إلى البساتين بواسطة الحمير ( أكرمكم الله ) ليستعمل كأسمدة طبيعية للتربة ، وفيه أيضا تقلب الأرض وأعمال أخرى تترك السكان مشغولين مع البساتين .
د – وانـبـــير : وفيه يتم تهيئة الأرض للزرع " التقمان " أي رسم وتخطيط معالم منطقة الزرع وتسيير الماء لها ويتم بعد ذالك نثر البذور ونر الأمل معها في الإنتاج الوفير.
هـ- دوجـانــبير:ليس فيه نشاط معين لكن عمل البستان لا ينقطع.
و- النــاير: وفيه تزرع محاصيل خاصة تتطلب اهتماما زائدا منها النقلة والشتلة, فالأولى تعني نقل الشجيرات وتنظيمها في الحقل بعد أن نبتت مبعثرة, والثانية (الشتلة) فهي خاصة بمحصول الطماطم ولها تخطيط وشروط خاصة ملائمة مثل تعرضه للشمس مع كثرة الماء .
ز- سبرا ير: يجنى فيه محصولي القمح والشعير وتقوم النساء بذالك في نشاط يسمى "التصفاف", حيث أن كل سنبلة تؤخذ بعناية.فيصفى الزرع وينقى منه ما يؤخذ كما هو ومنه ما يشوط بالنار والبوغة.
حـ- أبريــر: في هذا الشهر يقوم الشباب بتلقيح النخيل يبعضه, فشجر النخيل فيه الذكر والأنثى, فينزع الدكار من الشجرة الذكر وينقل إلى النخلة الأنثى في ترديد أقوال محلية مأثورة هي:
بــــسم الله الرحمان الرحيم صلى الله على سيدنــا محمد
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم التدكار دكرناه والخبر عند ربي
الله يـــدكرها ويـــتمرها ويدير تمـــرتها قد العرجون
ط- مـايـــو: وهو شهر جني أغلب المحاصيل الزراعية التي تنمو في المنطقة, وتخزينها لأيام الزمن.
ك- جوليـــوس: وهو شهر النظافة أي تنقية البساتين من الأوساخ والأعشاب الضارة, ويصلح فيه ما يمكن تصليحه ويضاف ما يجب إضافته بعد أن جنيت أغلب المحاصيل .
ل- يـولــيوه: وفيه تزرع محاصيل متأخرة خاصة بهذا الموسم مثل البطيخ, والد ليع, والبشنة ... , وغيرها.
ف- يوليوس: ويبرز فيه نشاط التقطاع وهو الصعود إلى النخلة بمنجل وحبل للاتكاء عليه وقطع عرا جين التمر الذي تم جفافه, كما يقطع الجريد اليابس وتنظف النخلة لتنتج تمرا جيدا في الموسم المقبل , وكل ما نزع من النخلة أي مشتقاتها التي أحصيت بحوالي 170 شيء منها لفدام , الكرناف, الزيوان, الجريد , الاقمي القرنيط ...الخ فكلها ينتفع بها فالنخلة هي الشجرة التي قال فيها جل وعلى :"شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء توتي أكلها كل حين بإذن ربها", وأوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :"أكرموا عمتكم النخلة ولو بضم نواها" , ومنها طعام مريم البتول عند ولادتها لسيدنا عيسى , وهي ظل سيدنا عمر, وهي وهي... ولها مآثر يشهد بها التاريخ والمجتمع.

الاكلات الشعبية

هي الأطباق التي تعودها سكان تمنراست ، وهذه الأكلات منها ما انقرض ومنها ما هو موجود إلى حد الساعة وسنورد بعضها :
‌أ- الكسكس (العيش) : يتكون من الدقيق والسميد والملح عبارة عن حبوب صغيرة تتفاوت حسب نوع العيش , ويطبخ له المرق ويقدم مع اللحم ، وهو أشهر المأكولات في المنطقة ، حيث يحضر في المناسبات والأعراس .
‌ب- المردود : وهو مثل العيش لكن حبوبـه كبيـرة الحجـم نوعـا ما ويستعمل كثيراً عند زيادة مولود جديد .
‌ج- خبز الرقيق(الرشراشي) : يصنع من القمح ويحضر له المرق وهو وجبة محبوبة ومعروفة حيث يقدم مع اللحم ويحيط به البيض ومن بين مناسباتها يوم السمية وعاشوراء.
‌د- الرويضي : وهو عبارة عن خبيزات دائرية الشكل من السميد تستعمل عادة لفطور الصباح تقدم مع الشاي .
‌ه- الحساء : يصنع من زنبو (القمح) وهذا القمح ينزع غير ناضج و يتم إنضاجه بالنار ويستعمل عادة صباحا وبعد صلاة العصر وهو يعني التواضع والبساطة .
‌و- أبرير : وهو يوافق الشهر الفلاحي أبرير , ويطبخ إحتفالا بجني محصولي القمح والشعير و، ويصنع من زنبوا , ويكور ويبلل بالدهان .
‌ز- المردوف : وهو عبارة عن خبزتين رقيقتين (رشراشتين) تطهيا فوق الطاجين ويوضع في وسطهما مستحضر ذو عدة مواد منها الطماطم والسمن والبصل واللحم والفلفل وغيرها .
‌ح- السفوف : وهو تمر مكسر بالمهراس وممزوج بالكليلة والشعير المطحون وأشياء أخرى ، وهو أكلة متوفرة طوال العام وفي كل بيت , وأكله مع البن يسمى العتيق.
‌ط- الكتل : يصنع من التمر الرطب الممزوج ببعضه ويعجن مع البشنة والكمون والفول السوداني وغيرها .
‌ي- آنغال : وهو سحيق التمر، حيث يقدم للأطفال الصغار عندما يكونون في فترة الرضاعة .
‌ك- الكسرة (الملة، تقلة) : عبارة عن خبز تقليدي يطهى بالرمال ويقطع في المرق وقدم مع اللحم, وهو أكلة مشبعة جدا .
‌ل- الملفوف : يصنع من كبد الأنعام فتغلف قطعة من الكبد بالشحم وتشوى على الجمر ، وهو أكلة فاخرة .
‌م- لحم النار : وهو عبارة عن لحم مطهي بطريقة تكثيف الحرارة ، وتدوم مدة الطهي حوالي أربع ساعات , وهو معروف في اليوم الثاني من عيد الأضحى (المشرح).
وتوجد أكلات شعبية أخرى عديدة ، حيث أحصينا حوالي ثلاثة وسبعين (73) أكلة شعبية محلية لا يتسع المجال لذكرها .

الأحد، 23 يناير 2011

الفنون الشعبية للمنطقة

إن الحديث عن العادات و التقاليد التي يتمتع بها المجتمع الترقي يجرنا إلى معرفة الإرث الثقافي الاجتماعي التقليدي و الذي يمثله الجانب الفني الفلكلوري الشعبي و المتمثل في الرقصات الموسيقية و الطقوس ، حيث إن التوارق مولعون بالموسيقى و الغناء و الرقص ويتخذون لذلك آلات موسيقية رئيسية مستعملة وتحمل أسماء راقصات و قصائد مأثورة خالدة ومن بين هذه الفنون الشعبية نذكر ما يلي :
-1سبيبة-يقتصر احتفال سبيبةعلى كيل جانت دون غيرهم من قبائل الازجر البدوية أو شبه المستقرة كما ينفرد قصر الميهان وقصر زلواز بمجموعاتهما عن قصر اجاهيل
ومما لا شك فيه أن لسبيبة دورا هاما في تحديد هوية المجتمع الجانتي بأكمله،في أصوله وتفاعلاته مع مجتمعات أخرى وحضارات كبرى كبر حضارة التاسيلي ، وتعتبر السبيبة شكلا من أشكال التعبير عن الفرح ؛ فرح انتصار النبي موسى على فرعون و جنده في عرض البحر حسب المعتقد السائد لدى سكانالمنطقة ، ويقام السبيبة في العاشر من شهر محرم (يوم عاشورا ) وذلك في مجرى الوادي او ما يطلق عليه « تاغزيت» ، « عبر مراحل مميزة والتي هي عبارة عن طقوس تؤدى لتكتمل الشعيرة الكلية سببيبة او تللين »
- 2-تكاتشيت: وهو طقس أو احتفال يقام في اليوم السابع بعد المولد النبوي الشريف و يسمى ذلك اليوم «أزل نيسم »لان من عادات التوارق أن المولود في يومه السابع يطلق عليه اسمه وذلك بقيام وليمة يحضرها الأقارب و الجيران لذا فان اليوم السابع من بعد ذكرى ولادة النبي (ص) يكون فيه ذكرى تسمية النبي (ص) .
وتعتبر تكاتشيت رياضة من أنواع الرياضات الجماعية وهي لعبة بين فريقين متخاصمين رمزيا بواسطة كرة مصنوعة من جريد النخيل وتضرب بواسطة مضرب من النخيل أيضا حيث تشترك في ذلك كل الفئات العمرية من الرجال و لا تخضع إلى أي قانون وكلما ابتعدت الكرة نحو جهة الخصم يكون الربح .
إن هذه اللعبة يمارسها أهل المنطقة تعبيرا عن فرحتهم بذكرى المولد النبوي واعتبار هذا اليوم هو تسمية النبي (ص) لذايجتمع أهل المنطقة في الوادي لممارسة هذه الرياضة التقليدية ، للترفيه عن الروح وكذلك من اجل الملاقات بين الأهالي تعبيرا عن التضامن و المحبة و ينفرد قصر اجاهيل عن غيره من القصور الأخرى في ممارسة اللعبة .
3- امزاد : تعتبر آلة الامزاد من أجود الآلات الموسيقية و أشدها تأثيرا على التوارق و لا سيما الرجال منهم حيث يتم استعمالها في الطرب و الغناء والمواويل الشعرية التي تؤثر في النفوس و العواطف .
وهذه الآلة يرفقها في السهرات أشعار مواضيعها بصفة خاصة مواضيع الحب و الوحدة و الغيب و الخوف و الحرب لتزيد من شجاعة التارقي وتشحذ همته كما يرقى النفس لتترفع عن كل ما يدنسها كالخيانة و الخديعة و النميمة و غير ذلك منالعيوب و الآفات الاجتماعية . إن هذه الآلة المحلية الصنع تشبه في شكلها تماما العود العربي في هيكلها و هي مصنوعة من الكوسة و أعراف الجياد.
-4 - تندي: تصنع آلة التندي من مهراس خشبي مصنوع لأجل تفيت التمر حيث يوضع عليها جلد ماعز الذي يثبت بواسطة قضيبين خشبيين تجلس عليها امرأتان مؤديات حركات تماشيا مع الإقاعات المنظمة لآلة التندي ،يشارك الرجال و النساء في التندي بالتصفيق و الترديد للاغاني و الموال تماشيا مع القصائد التي تؤديها المغنية .
5-تهمَاتTahemmtea "" وهي رقصة دائرية تشكل النساء حلقة دائرية منهن
الشاعرات و المصفقات و ضاربات الدفوف ،أما الرجال فهم في داخل الحلقة يقومون برقصات بدورانهم داخل الحلبة حاملين سيوفا أوأسياط .
وتعتبر تهمَات من الرقصات الشعبية التي يختص بها أهل المنطقة وتختص أيضا هذه الرقصة بقبيلة عن أخرى
6.-ألاغAllagh»» : وهي رقصة جماعية يؤديها الرجال والتي تكوناستعراضية يعبر فيها عن وقائع حربية تعتبر حديثة النشأة، وتعتبر كرسالة ثقافية تعبر عن ماضي المجتمع .
-7-جلسة العود: وهي فن مستحدث عند التوارق و هو عبارة عن فن التندي ادخل عليه العود العربي و التي تأثرت فيما بعد بالإيقاع المراكشي . إن الفن المعاصرللتوارق أصبحت له صبغة عالمية بواسطة الإشهار السياحي و ذلك كونه مرتبط بالعادات والتقاليد ، حيث نجد انه يمثل رمز التوارق في المحافل الدولية ومن بين أهم الشخصيات الفنية التي ساهمت في تروجيه عالميا نجد « الفنان المرحوم أمبارك عثماني بالي »



السياحة الصحراوية لولاية تمنراست

يتحدى الطوارق أو «الرجال الزرق» الصحراء الجزائرية، يعبرونها ويعانقون رمالها الدافئة ويقيمون في أرجائها متحدين أيضا رياحها وعواصفها الرملية وشمسها الحارقة.
يقيم أهل الطوارق ويعيشون في جزء من الصحراء الإفريقية الكبرى يعرف باسم منطقة أزواد التي تستقطب عددا كبيرا من السياح الأجانب لا سيما الألمان التواقين لاكتشاف جمال وسحر الصحراء في القارة الإفريقية.

يقطع السياح مساحات شاسعة للوصول إلى الصحراء وبالتحديد الى منطقة الأهقار حيث تنطلق الرحلة من العاصمة الجزائر الى ولاية تمنراست عاصمة المنطقة الصحراوية الجزائرية، وتستغرق الرحلة حوالي ساعتين ونصف الساعة في الطائرة، أي المدة نفسها التي تستغرقها الرحلة من لندن إلى العاصمة الجزائرية على سبيل المثال. ويوجد في تمنراست فندق «تاهات» الشهير الذي يعد قبلة السياح الأجانب ينطلقون منه عادة في رحلاتهم في عمق الصحراء، أما إذا كنت من محبي المغامرات واختبار الصحراء بكل سحرها وجمالها يمكنك البقاء في المخيمات التي تنتشر بكثرة في أطراف المدينة، ويملكها أصحاب الوكالات السياحية الذين ينظمون الرحلات الصحراوية التي تعرف اليوم باسم« الـسفاري»، ويمكن للمقيمين في الخيم التمتع بتنظيم حفلات شوي اللحم على الجمر على طريقة «الباربكيو» في الهواء الطلق، والاستمتاع بشرب الشاي.
وتقوم وكالات السفر والسياحة بتنظيم الرحلات مع تأمين سيارات رباعية الدفع تناسب طبيعة الصحراء ويؤمنون المياه في قَِرب مصنوعة من جلد الجمال والبعير، بالإضافة الى تأمين الخيم الصغيرة والمؤن الغذائية. غالبا ما تكون الرحلة إلى الصحراء الجزائرية طويلة الأمد تستمر لعدة أيام، يستمتع خلالها المسافر بتفسيرات المرشدين السياحيين الذين يقدمون المعلومات اللازمة، وهم من الطوارق، ويعرفون الصحراء شبرا بشبر. وينصح دائما بعدم التجول لمسافة بعيدة في الأرجاء الصحراوية من دون مرافقة الدليل السياحي، بحيث أنه من السهل أن تضيع في الصحراء.
وقد اكتشف مئات السياح الأجانب ، لأول مرة، سحر مرتفعات «الأهقار» عبر رحلة انطلقت من مدينة تمنراست التي تقع أصلا في قلب المرتفعات المكونة من جبال صخرية تحيط بها ما يشبه هضاب علوها 2000 متر. و«الأهقار» عبارة عن سلسلة جبلية يصل ارتفاعها إلى 3 آلاف متر، وتدعى «الآتاكور» أي «الرأس» باللهجة الترقية التي يتحدثها «التوارق»، سكان الأهقار الأصليون.
وقد صنفت منظمة «اليونيسكو» السلسلة الصخرية ضمن التراث الأثري، واعتبرتها منهلا للباحثين المختصين في الجدرايات العظمية للحيوانات المحلية التي عاشت في المنطقة قبل مئات الآلاف من السنين.
وورد في الدراسات المتخصصة أن عمر موقع «الأهقار» يترواح بين 600 ألف سنة ومليون سنة. وشاهد زوار الموقع في عشرات الآلاف من الصور المنقوشة على الصخر وأشكالا لا حصر لها من الرسوم، وكهوف وملاجئ واشياء مصنوعة من الحجر. واحتضن الموقع في العصور القديمة حيوانات من فصيلة الثدييات وطيورا نادرة وأنواعا من الزواحف والحشرات.
وعلى مسافة 200 كلم دائما في محيط «الأهقار» اكتشف السياح سلسلة «الطاسيلي» التي صنفتها «اليونيسكو» تراثا عالميا عام 1982، كما صنفتها خزانا للبحوث العلمية حول الإنسان والحيوان. وتبلغ مساحة الطاسيلي 10 آلاف هكتار وتضم آلاف النقوش الصخرية التي تعكس جانبا عن صراع الإنسان من أجل كسب قوت يومه، من خلال صور مطاردة الغزال وحيوانات أخرى. وتوجد في الموقع قصور مبنية بالصلصال والخزف على طول واد جاف.
ويقع في شمال طاسيلي، ما يعرف بـ«طاسيلي نويدر» وإلى الشرق «طاسيلي الناجر» وإلى الجنوب الشرقي «طاسيلي أنهقار» و«طاسيلي إين روح». وفي الجنوب توجد جبال أخرى تنتمي الى الطاسيلي تدعى «طاسيلي سيساو». ويغطي «الأهقار» و«طاسيلي» مساحة 55 ألف كلم مربع، أي ما يعادل ضعف مساحة بلجيكا. ويقع «طاسيلي أنهقار» على بعد 100 كلم فقط من الحدود مع النيجر، بينما يقع «طاسيلي الناجر» بالقرب من الحدود الليبية. وتظهر بعض السلاسل الجبلية في شكل قبب ضخمة، وبعضها الآخر عبارة عن أفواه كلاب مكشرة الأنياب.
احتفالات ونشاطات:
تقام في الصحراء عدة احتفالات منها عيد الربيع يتمتع السائح خلاله بسباق الجمال الذي ينظمه الطوارق بالإضافة إلى السهرات وتقديم الأغاني التقليدية التي تحكي عن الصحراء والحب والربيع ترافقها سهرات فولكلورية من بينها رقصة «شروا» التي تتخذ شكل مبارزة يؤديها شبان بلباس مميز وتهدف إلى التدرب على استخدام السيف وتمرين العضلات، ويقوم الطوارق الملثمون بتأدية رقصة العرس، حيث تصطف مجموعة من الجمال تنطلق من مسافة بعيدة وتجري متلاصقة بسرعة كبيرة، فيما تنطلق مجموعة أخرى مشابهة من الطرف الأخر وتتقاطع المجموعتان في شكل يخيل للناظر أنهما حتما تتجهان إلى الاصطدام، لكنهما تتفاديان ذلك بمهارة فائقة. ويرافق الرقصة أو المبارزة عزف على التندي والأمزاد.
المسالك المتوفرة لزيارة الأهقار





ـ مسلك الأسكريم: يقع إلى شمال تمنراست بحوالي 100 كلم، طوله 3 آلاف متر ويقود إلى هضبة الأتاكور، وهي من أجمل المناظر في الأهقار. وتوجد بالموقع صومعة بنيت عام 1910 وبداخلها يوجد معبد مبني فوق الحجر يتألف من غرفة ضيقة بها كتب تاريخية، والمشهد الغير متوقع في الأسكريم هو انبعاث مياه عذبة من ثنايا الجبل تخترق صخوره لتركد في بركة صغيرة قرب سفحه يقصدها الطوارقي ليروي عطشه، وليزود جماله ما تحتاجه من الماء لمتابعة الرحلة.

ـ مسلك الاكتشاف: وهو عبارة عن واحات تقع إلى شرق تمنراست، تنتشر بها بيوت صخرية من نوع الغرانيت. ويتفرع عن المسلك، مسلكان آخران أحدهما يقود إلى حصن تحول إلى أطلال، والثاني يؤدي إلى قرية بها أكواخ.
ـ مسلك النحوتات الأثرية: يقود من تمنراست إلى مدينة جانت، ويعود تاريخ هذا الطريق إلى 6 آلاف سنة قبل الميلاد.
وكل من يزور الأهقار وطاسيلي، يلتقي بالسكان الأصليين، وهم الطوارق أو باللغة الأصلية القديمة «إموهار» (مفرد أمهار). وقد أقام الطوارق في الصحراء مشتتين إلى قبائل، وقسمت أراضيهم إلى عدة أجزاء، ويصل عددهم حاليا إلى مليون طوارقي موزعين على الجزائر حيث يعيش حوالي 200 ألف ترقي بتمنراست وجبال الأهقار وبجانب الطاسيلي الناجر. ويعيش الجزء الأكبر منهم في النيجر وخاصة في أقاديس، ويتمركزون في مالي بمنطقة قاوو، ويوجد الآلاف منهم في بوركينافاسو وليبيا. ويغلب الطابع الطبقي على مجتمع الطوارق، وحاكمهم العام يدعى «أمينوخال»، ولكل قبيلة مسؤول يسمى «أمرار». وتقول الأساطير ان المرأة الطوارقية تدعى «تين هينان» بمعنى «أم الأشراف»، ما يعكس الشأن الكبير للمرأة في مجتمع الطوارق. ويعيش أفراد هذا المجتمع من تربية الجمال والغنم، ويتخذون من الخيم ملجأ لهم. أما لغة الطوراق المسماة «إموهار»، فهي مشتقة من لهجة بربرية تسمى «تماهاك» أو «تماشك» بالنيجيرية، والحرف الذي تكتب به هذه اللغة يدعى «تيفيناغ». والقليل من الطوارق اليوم يجيد كتابة لغتهم، إلا أن غالبيتهم يتحدث العربية بطل


 









الأربعاء، 19 يناير 2011

صور لمناظر طبعية لولاية تمنراست





مسلاك النحوتات الاثرية

الزواج التقليدي لولاية تمنراست

المجتمع التمنراستي منذ القدم بالمحافظة على أصالته .فرغم موجات التجديد و
العصرنة التي اجتاحت معظم المجتمعات و الميادين أو قل كادت تعصف بكل ما هو
أصيل و قديم ، فان المجتمع الترقي لا زال يشد بأسنانه على عادات و تقاليد
الأجداد المتوارثة منذ القدم ... لكن رغم هذا لا ننكر تأثر المجتمع الترقي
بغيره من المجتمعات قديما أو حديثا ، فهو ليس معزولا عن غيره من المجتمعات
. و من هذه العادات و التقاليد
العرس التقليدي و من أهم مراحله

ا لاختيار والخطوبة

عند المجتمع الترقي كما هو عند المجتمعات البدوية عموما يتم اختيار شريكة
العمر عند رعي الأغنام و الإبل عبر الحياة اليومية ... كما يكون عند
الزيارات العائلية و الأعرا س ... و قد يتم الاختيار عن طريق المناسبات
الجماعية و العائلية و الأعراس إذ تقام حفلات الامزاد و التيندي او تزنغرت
و غيرها ..

حيث يحضر الشباب و هم يرتدون أجمل اللباس و كذلك الفتيات ، و هنا يتم
اختيار الشاب للفتاة عن طريق الافتتان بجمالها أو عن طريق اختيار المرأة
للرجل او عن طريق أغاني التيندي وغيره من طبوع الغناء المحلي حيث تتغنى
المرأة بخصال معروف في ذات الرجل الذي تريد الزواج به ، و لا تذكره باسمه
و قد تختار الأم لابنها دون علمه كما أن الاختيار غالبا ما يكون العشيرة
أو الأقارب أو من نفس المستوى الاجتماعي ..كما يتوجب قبول الوالدين للفتاة
المختارة و قد تفاجأ الفتاة بالعرس ...
أما فترة الخطوبة فهي غير محددة بفترة زمنية، و هذا راجع لقدرة أهل العريس و ظروف تحضير للعرس

مجريات الخطبة
يذهب والد العريس أو من ينوبه من العشيرة لطلب يد الفتاة من أبيها بشكل
رسمي. و بعد تشاور أهلها و قبولهم للزواج يعلن الخبر بين أهل العريس
وأقاربه من اجل التحضير للعرس. و تكون الخطبة بين المغرب و العشاء عموما و
بعد كل هذا، تنصب خيمة كبيرة خاصة بالعرس و عادة ما تكون مزخرفة و مزينة.
و تكون هذه الخيمة عند أهل العروس عند اغلب قبائل التوارق عموما. و تذبح
الأغنام و تقام حفلات التيندي و تزنغرت و غيرهما من الطبوع المحلية و في
هذه الخيمة تتفق الأسرتين على تحديد المهر.

المهر
عادة ما يكون المهر من الإبل و الماعز و الأغنام و بعض الحلي من خواتم و
غيرها و مبلغ مالي و يختلف في العدد من قبيلة إلى أخرى و يكون أيضا حسب
طاقة العريس و حسب المساعدات التي توهب له من طرف الأقارب و الأصدقاء. و
يقدم المهر ليلة العقد عادة و يكون يوم الخميس و قد لا يذكر المهر أمام
الحضور

العقد
يكون القران غالبا عند أهل العروس في خيمة كبيرة ( خيمة العرس) أين يحضر
الأهل و الأقارب و الأصدقاء حيث يوكل العريس من ينوبه أما العروس فتوكل
أباها أو عمها أو الخال، و بعد قبول الأطراف للزواج علنا و بصوت مرفوع،
تقرا الفاتحة و ما تيسر من سورة البقرة مع الدعاء. أما التوقيت فيكون حسب
الظروف و يكون عادة يوم الخميس . و قديما كان العقد عرفيا. يعقده الإمام
عادة.


الدفوع
و هو مجموعة من اللوازم و متطلبات العروس عند اغلب القبائل، و عموما هي:
الحناء، الشاي، السكر، الشمة، الحنابل،الحطب، السميد، أهوار: حنبل كبير،
تابروق, حنبل مخطط، حنبل ايلاشان. كما لا ننسى الحقيبة الخاصة بالعروس (
اغرق) التي يحتوي على ما يخص العروس من بعض الحلي
:مثل
إيهببقان : (معصم ) ، خوميسة،ترويت ( قلادة مربعة الشكل منقوشة) خرص يعلق
في الإذن و أخر في الشعر : (تيرا)، حذاء من الجلد : تانبة أكرهي: خمار
يغطي الرأس و الكتفين، و حديثا عوض بالتسغنس الذي هو لحاف يغطي كافة جسم
المرأة. مع أربع خواتم من الفضة......كما لا ننسى الهدية الخاصة بأم
العروس عرفانا لها على تعبها في التربية، و تسمى هذه الهدية ب" توسي" و هي
عبارة عن جمل أو كبش حسب مكانة العريس الاجتماعية حيث يذبح و يوزع على
النساء. وتوقيت الدفوع يكون مع بداية العرس عند المغرب قبل العقد عند أغلب
القبائل و يعتبر شيئا مستحدثا و يكون ليلة الثلاثاء.

يوم العرس
وغالبا ما يكون الزفاف صيفا خاصة شهري جويلية و أوت لكثرة المحاصيل
الفلاحية. و ملائمة المناخ، فقد ينام الجميع في الواد دون تكليف يتفق
الأهالي على تحديد موعد العرس مسبقا حيث يتم التبليغ بالدف عند أهل العروس
و تلتقي النسوة لتحضير الكسكسى و هذا يكون قبل العرس بأيام الرجال فيكلفون
بذبح الإبل و الغنم و غسل الدوارة و تحضير الملفوف، أما الشاي فتخصص له
مجموعة من الرجال المهرة و يحضر على نار هادئة على الحطب . و عند العشاء
الذي يكون بعد صلا ة العشاء يقدم الكسكسى مع اللحم و قبله تقدم الدوارة و
قبلها الملفوف كما تحضر أكلة " تلبقات" و بعد غسل الأيدي الذي يخصص له رجل
أو اثنان يطوفان بإناء مع الماء و الصابون و قطعة قماش ، يأتي الشاي الذي
يعطي السهرة نكهة خاصة.

وكما سلفنا الذكر ، تستمر الأعراس أسبوعا كاملا، و قد يكون العرس جماعيا و
تأتي المساعدات من طرف الأصدقاء و الأهل كل حسب طاقته و حسب مكانته.

و تستمر الاحتفالات مع التباهي باللباس التقليدي و الحلي الرائعة،فقد كانت
في ما مضى تقام المنافسات على خمار إحدى الفتيات أثناء حفلات التيندي إذا
يخطف أحد الفرسان ( اكرهي ) خمار إحدى الفتيات و يهرب به و الفارس الأقوى
هو الذي يسترد ه منه. و كذلك الامزاد الذي لا يغيب، و تزنغرت

كما أن هذه الاحتفالات مناسبة للتعارف و اختيار شريكات العمر. فالتوارق
يحبون الغناء و مختلف الطبوع الموسيقية المحلية. كما أن الزغاريد تكاد لا
تنقطع . كما أن الزغاريد تكاد لا تنقطع و كذلك صرخات الرجال العالية
تعبيرا عما يجول في النفس من سرور بهذه الأفراح، فالأهالي يحبون جمع الشمل
و الفرح جماعيا
كان العريس يقيم عند أهل العروس لمدة تزيد عن السنتين في بعض الأحيان هذا
إذا كان الزوج معدما أما أما إذا كان ميسور الحال ، فانه ينتقل إلى خيمة
خاصة به مباشرة بعد نهاية العرس.

كما لاننسى أن العروس تزين و تضع لها الحنة قبل العرس بيوم واحد من طرف
عجوز مسنة للتبرك و كذلك يمشطن لها شعرها و تزين بالماكياج المحلي الممزوج
بالكحل، كما يظهر لها شعرها على طريقة مجموعات أي تفصل كل مجموعة خصلات عن
المجموعة الأخرى، و كل هذا مع الزغاريد و الغناء طرف الحاضرات. و كل هذه
المراسم تكون بحضور أهل العريس.

الدخـــــــــــلة

يكون العريس مع الأصدقاء في خيمة خاصة أين توضع له الحناء من الأصدقاء مع
الأدعية و القرآن الكريم. كما يقوم بعض الأصدقاء بتلبيسه بالعباءة و الشاش
مع المحل و البخور و العطور. ثم يخرج في وفد و على أشعار قصيدة البردة
يشيع حتى الخيمة الخاصة بالدخلة حي ث تكون في الوارد عموما. كما يسبق
العريس العروس إلى هذا المكان في العادة عند التوارق.

و بعد قليل تأتي العروس في وفد نسوي اغلبه من النساء المسنات على أنغام
طبل القنقة و تقال الأشعار ( قصيدة آليون) و هي كلها وصايا و نصائح خاصة
بالعروس مثل طاعة الزوج. و الصبر على الحياة الزوجية و الحفاظ على العهد و
من هنا نلا حظ قيمة الزواج الحقيقية.

و عندما يقترب الوفد من الخيمة أين يوجد العريس يتحول الغناء إلى مدحه و
ذكر خصاله و توصيته . و عند الوصول تحديدا إلى عتبة الخيمة، يقف أولاد عمة
العروس و يمنعون الوفد من الدخول إلا إذا منحهم العريس أو أقاربه نعل من
جلد، و بعدها بسمح للعروس بالدخول.
و في نفس الخيمة يجلس العريس في جهة و تجلس العروس في جهة مع الأهل و
الأصدقاء في غياب أم العروس التي لا تراها طيلة أيام العرس السبعة.و بعدها
يترك العريسان...و بعد وقت معين: (يباشر العريس زوجته).

الـــــوزير

هو شخص من العادة يكون كبير السن و متزوجا و موثوقا فيه و من أصدقاء
العريس و مهمته إسداء النصائح و التوصيات للعريس، و كيفية معاملة الزوجة
قبل مباشرتها، فقد نعرض العريس إلى الخجل و الخوف و الأحجام أو حتى
السحر....و يبقى العريس في الخيمة أيام العرس كاملة.

الــــعــــزول

و تعني كلمة العزول الانفصال، فبعد أيام العرس السبعة، ينتقل العريس مع
زوجته إلى خيمتهما الخاصة و مباشرة حياتهما الزوجية العادية ، وبعد العزول
تبقى العروس لمدة يومين كاملين في خيمتها، ثم تقيم الكرامة و هي صدقة على
المنزل و تستضيف فيها الأهل و الأصدقاء و يوم الخميس تزور الأهل و الجيران
منزلا بمنزل و بعد العشاء تعود إلى منزلها ،و ابتدءا من صباح يوم الجمعة
تباشر الحياة الزوجية العادية و من الجدير بالذكر أن الطلاق عند التوارق
قليل لأنهم يقدسون الحياة الزوجية، ولان المرأة تحظى بمكانة معتبرة عندهم
منقول





تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.



تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.


الثلاثاء، 18 يناير 2011

العادات والتقاليد لولاية تمنراست

تبعد عن الجزائر العاصمة ب 2000 كم جنوبا
سكانها الأصليون هم التوارق
يهيم أهل الطوارق ويعيشون في جزء من الصحراء الافريقية الكبرى يعرف
باسم منطقة ازواد التي تستقطب عددا كبيرا من السياح الاجانب لا سيما
الالمان التواقين لاكتشاف جمال وسحر الصحراء في القارة الافريقية السمراء
الهقار و الطاسيلي ,,,,, جبال شامخات
تعتبر هاتان المنطقتان متحفين طبيعيين وصنفتهما منظمة اليونسكو في
قائمة التراث العالمي. والهقار حيث القمم ترتفع الى 3000 متر مقصد رئيسي
للسياح الباحثين عن متعة المغامرة بين ممراتها الصخرية الملساء وحيث
الرسوم والنقوش الأثرية التي تنبئ عن طريقة حياة انسان تلك المنطقة قبل
نحو خمسة آلاف سنة .
أشهر الورود و هي ورود صخرية أساسها من الرمل. يقال لها
وردة الرمال
الاحتفالات في تمنراست
تقام في مدينة تمنراست عدة احتفالات منها عيد الربيع يتمتع السائح
خلاله بسباق الجمال الذي ينظمه الطوارق بالاضافة الى السهرات وتقديم
الاغاني التقليدية التي تحكي عن الصحراء والحب والربيع ترافقها سهرات
فولكلورية من بينها رقصة «شروا» التي تتخذ شكل مبارزة يؤديها شبان بلباس
مميز وتهدف الى التدرب على استخدام السيف وتمرين العضلات، ويقوم الطوارق
الملثمون بتأدية رقصة العرس، حيث تصطف مجموعة من الجمال تنطلق من مسافة
بعيدة وتجري متلاصقة بسرعة كبيرة، فيما تنطلق مجموعة أخرى مشابهة من الطرف
الاخر وتتقاطع المجموعتان في شكل يخيل للناظر انهما حتما تتجهان الىعزف على التندي والامزاد. عزف على التندي والامزاد.

جلسات و سهرات الشاي الصحراوي الأصيل... و كرم الضيافة

الحلي التقليدي للمرأة التارقية.... أصالة ممتدة عبر الزمن

المرأة التارقية...الأصالة و التقاليد
لباس تقليدي يزيد في جمالك يا أختاه التارقية

اللباس التقليدي للتوارق
اثار الطاسيلي
و هي عبارة على رسومات للانسان مند قرون غابرة في الزمن
تجدها في الصخور و على جدران الكهوف و المغارات
أين كان يسكن الانسان في تلك المنطقة

مكان الاستقبال....خيمة صحراوية...أناس طيبون
الفنك...نوع من الثعالب الصحراوية الموجودة بكثرة في تمنراست
و قد اسم الشهرة للمنتخب الجزائري لكرة القدم...منتخب الأفناك